موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

“عين لندن” تترقّب هلال رمضان

0 9

أثير – عبدالرزّاق الربيعي

في هذه الأيام، بدأت المحلات البريطانية استعدادتها لاستقبال شهر رمضان المبارك، وقد نشرت وكالة البي بي سي صورا تعكس جوانب من تلك الاستعدادات، التي جعلت تلك المحلات تزهو بنفحات روحانية، تجعل القلوب تخفق، ليستعيد المهاجرون العرب وبقية الأقوام ممّن اعتلى مركب الهجرة، ذكريات أيام رمضان التي عاشوها في البلدان العربية، وما يتّصل بها من طقوس، وذكريات حميمة، عزيزة على النفس.

وقد نقل لي صديقي الشاعر عدنان الصائغ المقيم في لندن شعوره بالفرح كونه يعيش تلك الأجواء وكأنه يقيم في بلده العراق الذي غادره عام 1993م أو في بلد عربي، وبالطبع مثل هذا الشعور من شأنه أن يخفّف من وطأة الغربة.

ولم تكتف تلك المحلات التجارية بتعليق مجسمات لأهلّة ترمز إلى هلال رمضان، والفوانيس، وعرض الأطعمة الخاصة برمضان أو مكوناتها للبيع ، وما إلى ذلك من مظاهر رمضانية، بل تعدّت ذلك إلى تخفيض الأسعار بهذه المناسبة التي تجلب السعادة لقلب كل مسلم، وكذلك قامت بتوزيع التقويم الرمضاني، حيث يحرص المسلمون على اقتنائه لمعرفة مواعيد إمساكية رمضان، وليس هذا بمستغرب، فالكثير من أصحاب الشركات مسلمون، وكذلك العاملون فيها، وقد ذكر تقرير، أنجز قبل عشر سنوات، أن أكثر من 13,400 شركة يمتلكها مسلمون، ففي العاصمة البريطانية التي افتتح بها أول مسجد عام 1895م، وبني أقدم منه في كارديف عام 1860م، توجد اليوم عشرات المساجد، ولعل المركز الإسلامي الذي افتتح عام 1998م يشكل مركز إشعاع ففيه كلية إسلامية وجامعة تقدم درجات علمية عليا بالتنسيق مع جامعة ميدلسكس، وسنويا هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة المسلمين في بلد يشكّل الإسلام ثاني أكبر ديانة في المملكة المتحدة، وصار لهم حضور واضح في الحياة السياسية والاقتصادية، ونشاطات ومشاركات في الانتخابات، وهناك جمعيات خيرية وصناديق لجمع التبرعات للمحتاجين، وإغاثة متضرري الفيضانات في الدول الإسلامية كبنجلاديش، كما أن بعضها تقدّم وجبات الإفطار الجماعي، وقد قرأت في أحد المواقع خبرا عن نية نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم إقامة إفطار جماعي للمسلمين في رمضان على أرضية ملعب( ستامفورد بريدج) ليكون أول ناد من أندية الدوري الإنجليزي يستضيف إفطارا مفتوحا على أرضية ملعبه، كما أشارت شبكة (الألوكة) الإخبارية التي تعنى بنشر أخبار المسلمين في العالم.

إن هذه المبادرات من شأنها أن تقرّب المسافات بين شعوب العالم وتنشر قيم التسامح والمحبة التي نادى بها الإسلام، وتغمر قلوب المسلمين المقيمين هناك بسعادة غامرة، ولم لا؟ مادامت “عين لندن” صارت تحدّق في السماء، كلما قارب شهر شعبان على نهايته، لتراقب هلال رمضان لتنشد:

هل هلالك يا رمضان
شهر الرحمة والغفران
فيك الرضا فيك الخير
والصبر والفوز والتقدير
ويزيد بوجودك الايمان
هل هلالك يا رمضان

اضف تعليق