ما هو الفم المعدني، وكيف يمكن وقف هذه الحالة؟

يعاني بعض الأشخاص الذين يتناولون بعض أنواع الأدوية أو المكملات الغذائية التي تحتوي على معادن، بما في ذلك الحديد أو الزنك، من الشعور بطعم معدني غريب في الفم، مما يسبب خللاً في التذوق لديهم.

هذه الحالة تسمى “الفم المعدني”، والتي تأتي كذلك حتى بسبب بعض الامراض المختلفة، من بينها الحساسية وتلف الأعصاب.

وقد تختلف الأسباب المؤدية لهذا الخلل في التذوق، بين شيء غير ضار بسبب الأدوية التي تغير طعم الفم دون ضرر صحي، أو حالات مرضية يجب التدخل طبياً من أجل علاجها.

وفي بعض الأحيان قد يتطور طعم الفم المعدني على فترات زمنية طويلة، ليصبح أكثر حدة من قبل، وقد يسبب حالة من الإزعاج، بسبب خلل التذوق الذي يحدثه.

أسباب الطعم المعدني في الفم

يعتبر الفم المعدني من بين أكثر المظاهر الشائعة لخلل التذوق، وذلك لأنه يصيب عدداً كبيراً من الأشخاص حول العالم، لعدة أسباب مختلفة.

وهناك مجموع  من المشكلات الطبية التي تكشف هذه الأسباب وراء تغير الطعم إلى معدني، من بينها نجد مشاكل في الكلى أو الكبد، أو مرض السكري غير المشخص أو بعض أنواع السرطان. 

إلا أن هذه الأسباب غير شائعة بشكل كبير، وعادةً ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى تكشف عن المرض نفسه الذي يعاني منه الشخص.

وفي حال كان الشخص لا يعاني من أي مرض من هذه الأمراض المذكورة، فإن أسباب الفم المعدني تكون غير مخيفة، ولا تتعلق بأمراض كبرى.

بل يكون هناك مجموعة من العوامل التي تحول الطعم في الفم إلى معدني مزعج، لنتعرف عليها.

سوء نظافة الفم

إذا كان الشخص لا ينظف أسنانه بالفرشاة بشكل منتظم، فقد تكون النتيجة مشاكل في الأسنان واللثة مثل التهاب اللثة وعدوى الأسنان.

وهذه المشاكل في الفم قد تكون من بين أبرز الأسباب المؤدية إلى خلل الذوق الذي يؤدي إلى الفم المعدني، وسرعان ما يتم علاج هذه الالتهابات، يختفي الطعم مباشرة.

بعض أنواع الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تسبب طعماً معدنياً في الفم، لأن جسم الإنسان يمتص الدواء ثم يخرج في اللعاب على شكل طعم مختلف.

وتشمل هذه الأدوية التي تؤدي إلى الفم المعدني كل من المضادات الحيوية مثل كلاريثروميسين وميترونيدازول والتتراسيكلين، دواء النقرس، وأدوية ضغط الدم، والليثيوم، والذي يستخدم لعلاج بعض الحالات النفسية، والميثازولاميد، الذي يستخدم لعلاج الجلوكوما، ثم الميتفورمين، وهو دواء لمرض السكري.

فيما يمكن أن تكون الأدوية التي تسبب جفاف الفم مثل مضادات الاكتئاب، من بين المؤثرات على حاسة الذوق والتسبب في الفم المعدني.

بعض الفيتامينات والأدوية دون وصفة طبية

يمكن أن تسبب الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على معادن ثقيلة (مثل الكروم والنحاس والزنك) أو علاجات البرد (مثل أقراص الزنك) طعماً معدنياً في الفم.

كما يمكن أن تدخل فيتامينات الحمل التي تؤخذ قبل الولادة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على معادن في خانة المسببات التي تؤدي إلى الفم المعدني وخلل التذوق.

وعادة، سوف يختفي الطعم عندما يقوم الجسم بمعالجة الفيتامينات أو الدواء، وفي حال لم يختفِ الطعم، يجب التحقق من الجرعات؛ لأنها قد تكون أكبر مما يجب تناوله. 

بعض الأمراض الموسمية

هناك مجموعة من الأمراض الموسمية التي تصيب الإنسان، وتسبب له خللاً في التذوق، واختلاف طعم الفم، بما في ذلك نجد:

• نزلات البرد.
• التهاب الجيوب الأنفية.
• التهابات الجهاز التنفسي العلوي.

لكن عادة ما يختفي الطعم عندما تختفي العدوى، لذا لا يجب القلق في هذه الحالة من الفم المعدني،  خذ الأمور ببساطة وتعافى قريباً.

العلاج الكيميائي للسرطان 

قد يعاني المرضى الذين يعالجون بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، خاصة بالنسبة لمن يعاني من سرطانات الرأس والرقبة، من مجموعة من التغيرات في الطعم والرائحة، بما في ذلك الطعم المعدني الذي يشار إليه أحياناً باسم “الفم الكيميائي”.

إذ تشير الدراسات إلى أن الزنك وفيتامين د قد يساعدان في مكافحة ذلك الطعم، على الرغم من أن الأبحاث مستمرة حول هذه النتائج.

فترة الحمل

بسبب الخلل الهرموني الذي تعاني منه المرأة خلال فترة الحمل، والذي يؤدي إلى الوحم، تصبح النساء في حاجة لتناول بعض المأكولات المعينة بكثرة، مثل  المخللات والآيس كريم، الشيء الذي قد يؤدي إلى ظهور الطعم المعدني في الفم.

وغالباً ما تتعرض النساء الحوامل لخلل التذوق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لذلك من الطبيعي مع التقدم في أشهر الحمل يتلاشى الطعم المعدني إلى أن يختفي بشكل كامل.

الإصابة بالخرف

تتضاءل براعم التذوق لدى الجميع مع تقدم العمر، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بالخرف، قد تتسارع هذه التغييرات نتيجة للتغيرات في الدماغ. 

في بعض الأحيان، يبدأ مذاق الطعام يختلف عما كان عليه من قبل، وهو ما يسميه الأطباء “تشوهات التذوق”؛ مما يؤدي إلى الفم المعدني.

إذ إن براعم التذوق بالدماغ ترتبط عن طريق الأعصاب، ويمكن أن تحدث تشوهات التذوق عندما لا يعمل جزء الدماغ المرتبط بالذوق بشكل صحيح.

الحساسية

يمكن أن يكون الطعم المعدني في الفم أحد الآثار الجانبية لحساسية الطعام، خاصة تجاه المحار أو المكسرات، إذ إنها تعتبر علامة مبكرة على الحساسية المفرطة، والتي يمكن أن تكون مميتة. 

لذلك في حال كان الشخص يعاني من حساسية مشابهة، يجب عليه التحدث إلى الطبيب بشكل عاجل، عندما يتحول طعم فمه معدني، تجنباً لحدوث أي رد فعل تحسسي خطير.

التعرضات الكيميائية

استنشاق مستويات عالية من بعض المواد الكيميائية يمكن أن يؤدي إلى الفم معدني، وتغير طعم الفم لمدة من الزمن.

ومن بين هذه المواد الكيميائية نجد المبيدات الحشرية، والرصاص، والزئبق، والتي كلها يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، الشيء الذي يشير إلى ضرورة زيارة الطبيب بشكل عاجل.

الإصابة بفيروس كورونا 

يُشار إلى أن فقدان التذوق والشم إلى كونها من بينها الآثار الجانبية المحتملة لفيروس كوفيد-19، إلا أن بعض المصابين كانوا قد أبلغوا أيضاً عن تغير طعم فمهم إلى طعم معدني.

وبالرغم من أن الفم المعدني يختفي بعد الشفاء من المرض المسبب له، إلا أنه في حالة فيروس كورونا، فإن خلل التذوق هذا، والطعم المعدني قد يستمران إلى غاية 3 أسابيع بعد الشفاء.

نصائح لمنع الفم المعدني

يوصي الأطباء، حسب ما تشير إليه مجلة “clevelandclinic“، إلى مجموعة من النصائح، قد تمنع من ظهور الطعم المعدني في الفم وهي كالتالي:

• تنظيف الأسنان بالفرشاة بانتظام.
• حافظ على رطوبة جسمك لمنع جفاف الفم الذي يمكن أن يسبب طعماً معدنياً.
• استبدل أدوات المائدة المعدنية وزجاجات المياه، مما قد يجعل المذاق المعدني أسوأ.
• اشطف فمك قبل تناول الطعام باستخدام محلول صودا الخبز والماء الدافئ.
• الإقلاع عن التدخين، لأن السجائر قد تؤدي إلى تفاقم طعم المعدن.
• مص الثلج، سواء كان مكعبات أو المثلجات غير المحلاة.
• تناول قطعة من النعناع أو العلكة.
• تناول الأطعمة التي يمكن أن تخفي طعم المعدن مثل الحمضيات وشراب القيقب.